قبل نحو أكثرمن عام لم يكن الكثير يعرف عن تطبيق تواصل صيني، يستخدم على نطاق محدود يُطلق عليه اسم “زووم“.
ولكن بفضل جائحة كورونا بات هذا التطبيق الصغير ملء السمع والبصر وأضحى يتم استخدامه على نطاق واسع ليس للتواصل فقط في بر الصين الرئيسي ولكن حول العالم بأسره.
ولم يدر بخلد مؤسس التطبيق ، إيريك يوان، أن عام 2020 ” عام جائحة كورونا ” لن ينقضى إلا وهو من بين أكثر الأشخاص ثراءً على وجه الأرض مع إقبال منقطع النظير على استخدام التطبيق الذي بدا أنه جاء من العدم .
وظهر التطبيق فى وقت بدأ فيه العمل عن بعد لملايين الموظفين حول العالم وذلك في محاولات مستميتة لوقف انتشار وباء كورونا.
وفي بداية عمل التطبيق لم يتلق الدعم من شركات الإنترنت الكبرى على غرار سيسكو وفيس بوك وجوجل ومايكروسوفت، بحسب تقرير لشبكة CNBC الأميركية.
وأصبحت شركة “زووم فيديو كوميونيكيشنز” رائدة خدمات مؤتمرات الفيديو عبر الإنترنت ، أحد أكبر المستفيدين من وباء “كوفيد-19″، مع اعتماد العالم عليها بشكل كبير في التواصل في ظل سياسات الإغلاق والعمل من المنزل، ليشهد التطبيق طفرة غير مسبوقة في الاستخدام، كأكثر خيارات التواصل عن بعد شيوعاً.
طفرة فى عدد مستخدمى التطبيق
وتزايد الطلب على خدمات الشركة الصينية على نحو كبير خلال عام 2020 ، حيث قفز عدد مستخدميها من نحو 10 ملايين مستخدم فى نهاية ديسمبر 2019 إلى نحو 200 مليون مستخدم في نهاية مارس ونحو 300 مليون مستخدم بنهاية أبريل الماضي في بداية ذروة الوباء.
ويبلغ عدد مستخدمي تطبيق الشركة بالوقت الحالي نحو 400 مليون مستخدم في وقت تضاعفت فيه إيرادات الشركة نحو 4 مرات بالربع الأخير من 2020 مع مؤشرات على استمرار الأداء القوي خلال العام الجارى مع إمكانية استمرار إجراءات التباعد الاجتماعي على نطاق واسع بسبب الموجة الثانية للفيروس المميت.
وارتفعت أرباح الشركة بنحو 90 ضعفا مع ارتفاع مطرد في سعر السهم جعله من بين الأفضل أداء في أسواق المال الأميركية مع أسهم شركات اللقاحات على غرار مودرنا وسهم شركة تسلا، في وقت بلغت فيه مكاسب السهم نحو 450% منذ مطلع العام الماضى.
مؤسس تطبيق زووم الشهير
وبدأ يوان حياته المهنية في شركة سيسكو للشبكات قبل أن يؤسس التطبيق الشهير ” زووم“.
وكانت ثروة الرجل قد تجاوزت حاجز المليار دولار قبل جائحة كورونا بعد الطرح العام الأولي للشركة في أبريل من العام قبل الماضى الماضي.
فيما أصبح الرجل في الوقت الحالي في قائمة أثرى 100 شخص بالعالم مع بلوغ حجم ثروته نحو 17 مليار دولار بحسب بيانات FactSet.
صعوبات فى بداية المشوار
وواجه مؤسس شركة زووم صعوبات عدة في مشوار نجاح شركته خلال العام الماضى، أبرزها على الإطلاق تلك المتعلقة بالاختراقات الأمنية للتطبيق وإمكانية ارتباطه بالحكومة الصينية وهو الأمر الذي نفاه يوان جملة وتفصيلا، والذي أكد في بيان أنه يحمل الجنسية الأميركية وأن شركته لا ترتبط بأي علاقات مع الحكومة الصينية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة زووم فى وقت سابق ، “لقد دفعت أزمة COVID-19 إلى ارتفاع الطلب على التفاعلات الموزعة وجهاً لوجه والتعاون باستخدام منصة زووم.
وأضاف :”وقد نمت حالات الاستخدام بسرعة مع دمج Zoom في الأعمال والتعلم والحياة الشخصية”، وفقاً لما نقله موقع “Statista”.
مواجهة شرسة مع Apple و Google و Microsoft
ومن المثير للاهتمام أنه في مواجهة المنافسة الشديدة من Apple و Google و Microsoft و Facebook ، صعد Zoom إلى القمة، لكن السبب في ذلك يعود إلى ما يمكن أن نقول عليه “إمكانية الوصول”.
في البداية، كان برنامج Zoom مجانيًا ولم يتطلب حسابًا لاستخدامه، فيما يحتاج FaceTime إلى تذكرة باهظة الثمن إلى نظام Apple البيئي.
وتتطلب Google Meet (المعروف سابقًا باسم Hangouts Meet) حسابًا على Gmail ، وهو أمر قد لا يتكامل مع النظم البيئية في مكان العمل.
وأصبح مجانيًا فقط في أبريل قبل إدخاله إلى تطبيق Gmail الرئيسي في يونيو، ولم يتم استخدام Facebook في العمل ، ولا يزال تطبيق WhatsApp التابع له لا يدعم استخدام سطح المكتب بشكل صحيح.
من المحتمل أن القوة الكامنة وراء جعل Zoom سهلة الاستخدام جاءت من الرئيس التنفيذي لها ، إريك يوان. ترك يوان Webex لصاحب العمل السابق Cisco بعد أن فشل في إقناعهم بأن السرعة وسهولة الاستخدام ودعم تطبيقات الأجهزة المحمولة تحتاج أولوية أعلى.
سكايب ، على النقيض من ذلك ، يتطلب رمزًا أبجديًا رقميًا حساسًا لحالة الأحرف والذي على الرغم من أنه من المحتمل أن يكون أكثر أمانًا ، إلا أنه لم يكن أولوية للعديد من الأشخاص الذين يحاولون ببساطة تجاوز حياتهم اليومية المُعطلة بالفعل بأقل قدر ممكن من المتاعب.
علاوة على ذلك ، كان لتطبيق Microsoft تاريخ من ضعف دعم الميزات، وتراجع Skype عن طريق إضافة ميزات لا يريدها المستخدمون مثل الرموز التعبيرية والقصص المخصصة ، والتي تم التراجع عنها لاحقًا.
جعلت هذه العوامل ادوات Zoom شائعة بشكل لا يصدق ، لدرجة أنه على الرغم من أن إصدار iPad الخاص به يفتقر إلى العديد من الميزات – بما في ذلك تغيير حجم النافذة وتعدد المهام ، مما أدى إلى إيقاف تشغيل الكاميرا إذا قمت بالتبديل إلى تطبيق آخر.
اضافة خدمات إلكترونية جديدة كالبريد الإلكترونى والتقويم
وتستعد شركة “زووم” الأمريكية، لإطلاق خدمة للبريد الإلكترونى والتقويم، تنافس بهما خدمات شركتى “جوجل” و”مايكروسوفت”، فى مسعاها نحو التوسع فيما وراء خدمات مؤتمرات الفيديو عبر الإنترنت التى حققت فيها ازدهارا كبيرا أثناء جائحة كورونا.
وتعمل الشركة حاليا على تطوير خدمة للبريد الإلكترونى عبر الإنترنت، وأنها قد تبدأ فى اختبارها فى وقت مبكر من العام الجارى 2021.
وذكرت صحيفة “ذا إنفورميشن” أن تطوير تطبيق للتقويم ليس ببعيد عن خطط الشركة.
وأشارت الصحيفة إلى أن “زووم” تسعى إلى رفع المنافسة مع العديد من المنافسين الرئيسيين لها (مايكروسوفت وجوجل) الذين يقدمون خدمة مؤتمرات الفيديو كجزء من مجموعة تطبيقات مؤسسية أوسع.
المصدر : مجلة فى الإيفنتو