شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في الجلسة الصباحية للشق الرفيع المستوى للمنتدى السياسي ( HLPF) ، حيث ألقت كلمة تحت عنوان ” تعددية الأطراف بعد جائحة كورونا: ما هي طبيعة الأمم المتحدة في ذكرى مرور ٧٥ عاما على إنشائها” ، وذلك عبر خاصية الفيديو كونفرنس.
حضر اللقاء انطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة ، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي Ecoso ،ومدير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، وممثلي الدول الأعضاء بالمنظمة ، وذلك لمناقشة الوضع الراهن للدول في مواجهة جائحة كورونا بالتزامن مع دور الأمم المتحدة وذكرى مرور ٧٥ عاما على إنشائها .
أشارت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في كلمتها ” ان جائحة كورونا ” كوفيد ١٩ ” هى نداء للعالم بأننا نحتاج إلى الطبيعة أكثر من احتياجها لنا.
صحة البشر نابعة من صحة كوكب الارض
وأكدت أنه فى ظل مرور ٧٥ عاما على إنشاء الأمم المتحدة فأنه يجب ان نلفت الانظار والانتباه إلى ان كوفيد ١٩ أيقذنا جميعا على ضرورة استعادة النظام البيئى وان صحة البشر نابعة من صحة كوكب الارض ولا يمكن الفصل بينهم.
وأضافت:” وبناء على ذلك فإن الربط بين كل من قضايا تغير المناخ وتدهور الاراضى والتنوع البيولوجى أصبح ضرورة حتمية وانه يجب الا يتم الفصل بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحفاظ على البيئة داخل أروقة الأمم المتحدة لضمان استدامة البيئة على كوكب الارض وذلك لن يأتى الا من خلال عدم الفصل بين قضايا تغير المناخ والتنوع البيولوجى والتصحر ودعم الامم المتحدة للتأزر بين تلك الاتفاقيات”.
واضافت ياسمين فؤاد ان هناك فرصتين ذهبيتين يجب اغتنامهم للقيام بذلك وهم خارطة الطريق لما بعد ٢٠٢٠ للتنوع البيولوجى والتى يتم اعدادها الآن من خلال رئاسة مصر لمؤتمر التنوع البيولوجى وهى فرصة جيدة لدمج كلا من موضوعات تغير المناخ والتصحر فى خارطة الطريق.
أما الفرصة الثانية فهى تكمن فى قمة الطبيعة التى سيتم استضافتها فى الأمم المتحدة بستمبر القادم وهى فرصة حقيقية للدعم السياسى رفيع المستوى للموضوعات الخاصة بالتنوع البيولوجى مؤكدة ان مصر على أتم الاستعداد لتقديم الدعم وعمل التنسيقات اللازمة لانتهاز تلك الفرص.
مصر ملتزمة من أجل إخراج خارطة طريق شاملة ومتوازنة
وأكدت فؤاد ان مصر ملتزمة من أجل إخراج خارطة طريق شاملة ومتوازنة وعادلة لتحدث فرق كبير فى طريقة ادارة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وأضافت أنه يجب النظر إلى أصحاب المصلحة خارج دوائر الأمم المتحدة وهم القطاع الخاص والقطاع المصرفى والشباب لان دورهم هام وضرورى فى دعم القضايا البيئية ودمجها فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية للخروج بأجيال مستقبلية تعى تماما أهمية الحفاظ على صحتهم من خلال الحفاظ على صحة كوكب الارض .
العالم يعانى من كارثة عميقة
ومن جانبه اكد انطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة للEcosoc في كلمته ” انه في الوقت الذي نجتمع فيه للتفكير في مستقبل التعددية ، فإن العالم يعاني من كارثة عميقة فقد أغرقتنا جائحة كوفيد 19 في أزمة صحية واقتصادية حادة لم نشهدها منذ قرن. من المرجح أن تتراجع الآثار الاجتماعية والاقتصادية لسنوات قادمة.
وتابع :”حيث أدت الأزمة الناتجة الي عكس مسار التقدم في مجالات الفقر والتعليم والأمن الغذائي والمساواة بين الجنسين وأهداف التنمية المستدامة الأخرى ، وإلى الكشف عن أوجه الضعف المتفاقمة التي تنطوي عليها أوجه عدم المساواة داخل المجتمعات المحلية.
وأضاف” وقد أعادت التأكيد على أن الأنظمة التي نعتمد عليها مثل الغذاء ، والتجارة ، والصحة ، والمناخ ، ليست فقط مترابطة ولكنها هشة بشكل متزايد. لقد سلطت الأوبئة الضوء على هشاشة العالم ليس فقط في مواجهة الطوارئ الصحية ، ولكن في مواجهة أزمة المناخ والفضاء الإلكتروني ومخاطر الانتشار النووي”.
وأضاف انه بينما نسعى جاهدين للاستجابة والتعافي من هذه الجائحة، يجب علينا إعادة النظر في الافتراضات طويلة الأمد ويمكننا أن نرى الطرق التي أدت بنا إلى الخطأ . يجب علينا أن نتخيل طريقة تعاون الدول. فقد شدد الوباء على الحاجة إلى تجديد تعددية الأطراف. والتعددية القائمة على الأفكار والأهداف المسالمة المنصوص عليها في الميثاق والاتفاقيات المحددة.